الاستثمار في العراق: نظرة عميقة في العقار والتكنولوجيا
أثمر التعاون بين المنصة الإعلامية الرائدة للشركات الناشئة في العراق، «المبتكرون العراقيون»، والسفارة العراقية في لندن عن مؤتمر تحت عنوان «الاستثمار في العراق».
بدأ الحدث الذي عقد في الغرفة التجارية العربية البريطانية منصةً للشتات العراقي في المملكة المتحدة لاستكشاف الفرص في قطاعي العقارات والتكنولوجيا المزدهرين.
بنى المؤتمر الذي استمر لثلاث ساعات على جهود منتدى طاقات المعقود في لندن في يناير 2024، والذي كان يهدف لسد الفجوة بين العراق والمملكة المتحدة، ورعاية التعاون والاستثمار في الصناعات المفتاحية كالتجارة الإلكترونية، والتقانة المالية، والصحة.
جذب الحدث الذي عقد تحت رعاية «بيت عراقي»، وهي منصة عقارات تركز على العقارات في جنوب العراق جمهورًا متنوعًا من المتشوقين للدخول في الحوارات وتبادل الأفكار.
مقدمة: تمهيد الجو
انطلق المؤتمر بكلمات ترحيبية ألقتها زهرة شاه، مؤسسة «المبتكرون العراقيون»، والتي مهدت بأحدث التطورات في المشهد الاقتصادي والتجاري في العراق. شاركت آخر التطورات كتأسيس شركة الاستثمار السعودية العراقية، وإطلاق الطور الثاني من مبادرة الحوكمة الإلكترونية في العراق، وصفقة التعاون بين المصرف العراقي للتجارة (TBI) ووكالة التعاون الدولية اليابانية (JICA).
اختتمت زهرة المقدمة بمشاركة أخبار مشروع تحديث الطرق الذي تبلغ قيمته 17 مليار دولارًا. ويشمل المشروع المقرر انطلاقه في بداية عام 2025 شبكتي سكك حديدية تغطي 1200 كم، وطريقًا سريعًا جديدًا من ميناء الفاو في البصرة، وقطارات سريعة في أرجاء العراق.
يقدر أن مشروع تحديث الطرق الجديد سيعود بمبلغ 4 مليارات دولار سنويًا ويخلق على الأقل 100,000 فرصة عمل.
سيشطل المشروع «شريانًا اقتصاديًا وفرصةً واعدةً لتقريب المصالح، والتاريح، والثقافات لجعل منطقتنا مقصدًا لكل من يبجث عن استثمار ناجح».
رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني
التكنولوجيا: الابتكار والاستثمار في العراق
صعدت الشريكة المؤسسة لمنصة «المبتكرون العراقيون» أمارة بندوكادا على المسرح لإعطاء نظرة عامة على بيئة الاسثمار والشركات التكنولوجية الناشئة في العراق.
من الحلول الصديقة للبيئة، والأسواق الإلكترونية، وصولًا إلى المحافظ الرقمية وتكنولوجيا التعليم، شاركت أمارة قصص نجاح رواد الأعمال الشباب في العراق وكردستان.
شاركت أمارة رؤىً قيمة عن المستثمرين الأساسيين مثل صندوق الفرات العراق، Sturgeon Capital، Iraq Venture Partners والمزيد. يقدر أن الاستثمارات في الشركات الناشئة في العراق تصل إلى أكثر من 44 مليون دولارًا في 30 صفقة منذ 2019.
وتعد تطبيقات التوصيل أكثر قطاع يحظى باستثمارات تتبعه التجارة الإلكترونيةى. أشارت أمارة إلى التباين في الاستثمارات الناشئ بين الجنسين، حيث لا تشكل الشركات الناشئة المؤسسة من قبل النساء ثوى 350,000 دولارًا من إجمالي الاستثمار.
وفي ختام الموضوع الأول من المؤتمر، شاركت أمارة إحصائيات عن توزيع الشركات الناشئة حسب القطاع والمدينة، مسلطةً الضوء على الروح الابتكارية التي تقود مشهد التكنولوجيا في العراق.
وبناءً على تقديم أمارة، أتبع المتحدث الثاني محسن خير الدين برؤية مفصلة عن البث القانوني في العراق.
شارك محسن في تأسيس 1001، منصة المشاهدة الرائدة في العراق. وباستثمار السكان الشباب والضليعين بالتقنية في العراق، جمعت المنصة أكثر من 2,5 مليون مستخدم منذ انطلاقتها في بداية 2023، وهي علامة تحول كبرى عن القرصنة والمشاهدة غير القانونية في العراق.
العقارات: تحليل السوق والفرص
بالنسبة لحصة السوق العقاري من الحدث/ كان المتحدث الأول مهدي زوين، مؤسس البيت العراقي. . وقد شارك قصته في الانتقال من المملكة المتحدة إلى العراق وإطلاق شركته بسبب القابلية الهائلة لتطور قطاع العقارات. أشعلت محاضرة مهدي انتباه الحاضرين باستخدامه للمعلومات المفصلة عن العائد الاستثماري للعقارات في كربلاء والنجف، إلى جانب سرده لرحلته الخاصة.
بمعدل نمو تقديري متوقع قدره 4,43% من 2024 حتى 2028، يتوقع أن يصل حجم السوق العقاري إلى 1,32 ترليون دولارًا في 2028، بسبب ازدياد الطلب نتيجة الاستثمار الأجنبي.
«كان يمكن أن تجري هذه المحادثة نفسها قبل 40 عامًا في دبي. أنا أؤمن أن العراق يتجه بذاك الاتجاه».
مهدي زوين، مؤسس البيت العراقي
ختم مهدي السيمنار بمشاركة سبب إيمانه بسوق العقارات في العراق نتيجة التكوين الديموغرافي للعراق، واستقراره السياسي، والاستثمار من قبل الشركات الأجنبية.
ألقى شاد سالار، مدير المبيعات والتسويق لمنصة العقارات هوميل، المحاضرة الأخيرة في الليلة. وقد شارك شاد عدة رؤى وفرص للمستثمرين الأجانب في العقارات لينخرطوا من خلال مقاربة مبنية على البيانات. عرض شاد حجم السوق العقاري وحجم سوق السمسرة في العراق، بالإضافة إلى مشاركة معلومات عن أكثر أنواع الشقق طلبًا وأكثر الأحياء رغبةً في منطقة كردستان في العراق.
الأثر: إلهام وتحفيز
اختتم المؤتمر فعالياته بجلسة حيوية للإجابة عن التساؤلات، حيث طرح الحضور أسئلة عن إمكانية الوصول إلى السوق، والدفعات، وحقوق الإيجار، والبنوك، وإجراءات منع ومكافحة غسيل الأموال.
أضاء المؤتمر على الحماس الجمعي والعزيمة لدى المبتكرين العراقيين في الدفع بالتغيير الإيجابي والابتكار في موطنهم.
وعن نجاح المؤتمرـ علقت زهرة شاه:
«كان الحضور لدينا شديد التنوع من أشخاص يعملون أصلًا في العراق ومنخرطين فيها إلى أبناء المهجر من العراقيين الذين لم يروا العراق منذ عقود. وكانت ردود الأخيرين واستقبالهم شديدة الإيجابية إذ غادروا الحدث بفهم أعمق للفرص المتاحة في البلاد».
زهرة شاه، مؤسسة في «المبتكرون العراقيون»
ومع اقتراب المؤتمر من نهايته، غادر الحضور ملهمين ومحفزين لاستكشاف فرص جديدة وتعاونات في العراق.
قال أحد الحضور «كان مؤتمرًا رائعًا ومفيدًا بالمعلومات، اكتسبت الكثير من الرؤى المفيدة وأتوق بشدة لزيارة العراق».
ومع الشبكات التعاونية وأمواج الأثر التي تحدثها مناسبات مثل «الاستثمار في العراق»، من الممكن أن نقول بثقة إن المستقبل يبدو واعدًا للمبتكرين العراقيين في كل من المملكة المتحدة وما وراءها.