التكنولوجيا الشاملة: شركات التجارة الإلكترونية الناشئة تلبي احتياجات المكفوفين
أطلقت شركة يوسف النعيمي الناشئة دكاكينا الكثير من الخدمات في الموصل أهمها خدمات التوصيل للمنازل الناجحالذي يعد بتقديم خدمة التوصيل خلال 24 ساعة. دكاكينا ، ومع نمو الإيرادات بوتيرة ثابتة ، فعلت الآن شيئًا رائعًا في قطاع الشركات الناشئة العراقية. لا يوجد الكثير من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا التجارية ف دكاكينا لديها أسلوب عرض مميز، ناهيك عن التنفيذ – مما يجعل تقنيتها في متناول العملاء ذوي الاحتياجات الخاصة. تعرف على التكنولوجيا العملية وكيفية تسخيرها لخدمة فئات معينة من المجتمع وأكثر في هذا المقال
دكاكاينا هي أول منصة تجارة إلكترونية محلية الصنع في العراق يمكن الوصول الى الخدمات التي تقدمها من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. أضافت قصتهم نجمًا آخر إلى اسمها من خلال هذه المبادرة الطيبة وسط بلد يعيد بناء نفسه ويكافح من أجل تلبية احتياجات شعبه.
تعرف على قصة دكاكينا
تأسست دكاكينا في أغسطس 2018 من قبل يوسف وصديقه عبد الرحمن نبيل. كانت فكرتهم هي إطلاق متجر على الإنترنت في الموصل ، وهي مدينة تعرضت للتدمير والاحتلال من قبل داعش.
تمكنت دكاكينا من تأمين أكثر من 30 مورداً من الموصل يقدمون سلعًا مثل أدوات المطبخ والساعات. هذا هو المفتاح لتحقيق نموذج التسليم في نفس اليوم. يقدمون الآن أكثر من 7000 منتج على منصتهم.
يصف يوسف دكاكينا بأنها “منصة للتجارة الإلكترونية تزود عملائها بمنتجات عالية الجودة من الموردين المعتمدين بطريقة سريعة ومريحة”. فهو لا يوضح فقط رؤية الشركة ولكن أيضًا الفلسفة البسيطة والمباشرة للمؤسسين.
التحديات في الموصل
كانت الموصل تعيد بناء نفسها ببطء بعد داعش ، لكن التحديات كثيرة:
- البنية التحتية المتضررة والمتدمرة: قدر تقييم أجراه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في عام 2017 أن 5،390 موقعًا من أصل 8،400 موقعاً سكنياً قد تم تدميرها أو تضررها بشدة في مدينة الموصل القديمة.
- جسور الموصل: الجسور هي السمة المميزة للموصل، فتفتخر المدينة بخمسة جسور تمتد عبر نهر دجلة وتربط الجانب الشرقي من المدينة بالجانب الغربي ومن المؤسف ان هذا الجزء الحيوي من المدينة يتعافى ببطء شديد مما يؤدي إلى البؤس والإحباط المؤثر على حياة الناس اليومية ويعطل جهود إعادة بناء المدينة وإعادتها إلى العمل كالمعتاد.
- القضايا التي تخص العملاء:
- يصعب اكتساب العملاء المنتظمين لأن سكان الموصل يعودون إلى المدينة بعد سنوات من النزوح ، أو ينتقلون إلى بغداد أو تركيا بسبب الإحباط اليومي.
- يمكن للحوادث البسيطة والكبيرة أن تخيف الناس وتتسبب في مشاعر اكتئاب قد تضر بالشركات بشدة، وقد ظهر ذلك مؤخرًا في حادثة غرق العبارة في عام 2019 خلال احتفالات النوروز.
- السكان يفقدون صبرهم على جهود إعادة البناء. هناك شعور بأن التغييرات بطيئة للغاية.
استثمر يوسف بشجاعة وقته وأمواله وساعد الناس وخاصة الشباب في الوقوف لإبقاء مساحة الشركات الناشئة في العراق نابضة بالحياة ومزدهرة، فولدت دكاكينا من فكرة أن الأشخاص الذين لا يستطيعون التنقل داخل المدينة يمكنهم الحصول على السلع الأساسية والمواد الأخرى بكل سهولة.
في خضم هذا فعلت دكاكينا ما فشلت العديد من الشركات الإلكترونية القيام به وهو أدراكها بالحاجة إلى إمكانية الوصول حيثما أمكن.
التسوق عبر الإنترنت للمكفوفين
يقول يوسف “كنت في معرض للوظائف في جامعة الموصل في مارس 2019 عندما قابلت محمد مضر، أحد الحضور في الحدث أخبرني أن تطبيق دكاكينا كان جيدًا ولكن كانت هناك مشكلة في توافق النص مع الكلام لقراءة الشاشة (المعروفة باسم VoiceOver على iOS و TalkBack على Android). أدركت شيئين في ذلك اليوم – الأول اننا لم نكن نلبي متطلبات جميع عملائنا، والثاني كان التطبيق نفسه يمزج العديد من التقنيات، لذا قررنا العمل على جعل التطبيق مناسباً للعملاء الذين يعانون من ضعف في البصر وفي نفس الوقت اتخاذ نهج جديد للتطبيق نفسه لجعله أكثر مرونة. نحن بحاجة إلى إجراء الكثير من التغييرات بسرعة “.
يمتلك العراق أكبر نسبة من الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة في العالم
حسب الأحصائيات، أشارت وزارة التخطيط لعام 2012 إلى وجود 8.4% عراقي من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع ذلك فان هذا الرقم محل خلاف ويعتقد ان هذا الرقم اعلى بكثير كما يعتقد أن هناك ما يقرب من 100.000 مبتور ، وأكثر من 100.000 شخص مكفوف وحوالي 205000 معرضون لخطر الإصابة بالعمى أو يعانون من إعاقة بصرية. ضعف نوع ما “.
لذا قرر يوسف وفريقه استخدام Flutter Framework لإعادة بناء تطبيق قوي ومرن لكل من iOS و Android. أسفرت الطريقة عن نتائج لكنها لم تكن مرضية تمامًا للفريق، “يحتاج العملاء الذين يعانون من ضعف في البصر إلى الكثير من التفاصيل وسهولة الوصول إلى منصة التسوق. مثل أي منصة للتجارة الإلكترونية ، هناك أشياء كثيرة على الشاشة تقدم الكثير من المعلومات للمستخدم – مثل الخصومات والعروض وما إلى ذلك. نظرًا لأن هذه المشكلة كانت قريبة من قلبي ، فقد احتجت إلى التأكد من أن سهولة الاستخدام للتطبيق كانت ممتازة “. يقول يوسف.
صعوبات تقنية
في مواجهة مشاكل التوافق مع قارئ الشاشة التقى فريق دكاكينا يوسف العزو ، طالب ترجمة اللغة الإنجليزية في السنة الأولى في جامعة الموصل، ساعد العزو في إصلاح العديد من مشكلات قارئ الشاشة وبعض المشاكل في تطبيق دكاكينا. يوسف العزو هو ايضا كفيف وقد تعلم البرمجة لمساعدة المكفوفين كونه ايضا يواجه نفس المشاكل.
“لقد أدركت أن دكاكينا هو تطبيق يصل إلى العملاء المحتاجين للخدمات في الموصل ويمكنه أيضًا الوصول إلى المكفوفين بشكل أفضل، بعد ذلك كنت على اتصال دائم مع يوسف النعيمي للعمل على حل مشاكل توافق التطبيق مع قارئات الشاشة، حققنا أخيراً بعض النجاح والآن يعمل التطبيق بشكل صحيح لكننا نواصل تعديله بانتظام ” يريد العزو أن يصبح مبرمج كمبيوتر بدوام كامل يعمل على تسهيل الخدمات للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق باستخدام التقنيات الجديدة.
لعب يوسف العزو دوراً اساسياً في اختبار تطبيق دكاكينا لضمان توافق قارئ الشاشة للمكفوفين، يقول يوسف النعيمي: “عندما أخبر الناس أنه ساعدني وأنه لا يستطيع الرؤية ، يتفاجأ البعض ويجدون صعوبة في تصديق أن الشخص الكفيف يمكنه حتى استخدام تطبيق مثل دكاكينا“.
لا تزال دكاكينا تواجه بعض المشكلات الصغيرة عندما يتعلق الأمر بدعم العملاء المكفوفين. الأمر الأكثر تحديًا هو نقص البيانات عن العملاء، يشير يوسف (وهو محق) إلى أنه “إذا اكتشفنا من يتمتع بقدرات خاصة ومن ليس كذلك فسننتهك خصوصية عملائنا، لذا لا نريد القيام بذلك نريد أن نجعل تطبيقنا في متناول جميع العملاء بغض النظر عن إحتياجهم أو عدمه ”.
يشرح يوسف أيضاً الصعوبة التي يواجهها العملاء المكفوفين عند التسوق في وضع عدم الاتصال وكيف تتوسط دكاكينا في هذا التحدي. “إذا ذهب عميل منتظم إلى سوبر ماركت، فيمكنه رؤية المنتجات وتحديد ما سيشتري، هذا ليس هو الحال بالنسبة للعملاء المكفوفين يجب أن يعرفوا ما يحتاجون إليه مقدما ومع ذلك مع دكاكينا يمكنهم تصفح المنتجات ولديهم القدرة على اتخاذ القرار أثناء استخدام التطبيق “.
مستقبل التكنولوجيا العملية في العراق
يتمتع العديد من الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة بأمكانية محدودة أو معدومة للحصول على الرعاية الصحية والتدريب على المهارات والتعليم وفرص العمل، و يتمتع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة عموماً بإنجازات تعليمية أقل، وفرص اقتصادية أقل ، وضعف الصحة ، ومعدلات فقر أعلى. هذا يؤدي أيضًا إلى استبعادهم من مجتمعهم.
ومن خلال تكييف التكنولوجيا لتلبية متطلبات المكفوفين، ساعدت منصة دكاكاينا على استخدام التكنولوجيا العملية والشاملة في العراق. نأمل أن يمهد هذا الطريق للشركات الأخرى التي تدعم التكنولوجيا من أجل إنشاء منتجات مبتكرة تمكن جميع العملاء من التواصل والتعلم .
يواجه الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة أكبر التحديات ولكن يمكنهم الحصول على منتجات رائدة ومبتكرة ممكن ان تغير حياة البعض. لا يمكن للشباب العراقي أن يكون رائداً في إيجاد هذه الحلول فحسب ، بل يمكنهم أيضاً سد فجوة تشتد الحاجة إليها لدعم هذا الفئة من الناس المحرومين.
ترجمة: فاطمة نعمة
1 Comment
[…] التكنولوجيا العملية: خدمات الشركات الناشئة في التجارة … […]