يوسف النعيمي رائد التكنولوجيا الأول في الموصل
بعد مغادرته الموصل في عام 2015 شرع يوسف النعيمي في رحلة استكشافية إلى أوروبا بحثًا عن فرص أفضل، لا يمكن أن تكون الحياة في ظل الدولة الإسلامية (داعش) هي الطريقة الوحيدة للعيش وانتهى المطاف بيوسف في هولندا، ولكن بعد صعوبات لا حصر لها بما في ذلك رحلة القوارب الخطرة إلى اليونان ولدت عودته في نهاية المطاف إلى الموصل أول رائد أعمال في مجال التكنولوجيا في المدينة
تغطي قصة يوسف عددًا كبيرًا من الموضوعات التي تمت مناقشتها مؤخرًا، من السياسات الأوروبية تجاه اللاجئين العراقيين، ونزع الإنسانية وعدم وجود فرص للاجئين الذين يعيشون في الغرب والحاجة الماسة إلى المبادرات الشعبية التي تسمح للنازحين بالعيش بكرامة
أحتلال داعش الموصل
“لقد تم الاستيلاء على الموصل من قبل داعش في عام 2014 وكان الشيء الوحيد الذي كنت أغرق نفسي فيه هو الإنترنت لقد كان لدي مساحة من الوقت حيث تعلمت البرمجة بينما ساعدت والدي أيضًا في عمله.
وفي عام 2015 تم قطع الانترنت وكنا نقضي ايامنا بنتظار التحرر من داعش، حيث كنت صغيرا وشعرت ان وقتي يضيع تدريجيا، لقد تخرجت من جامعة الموصل بدرجة الامتياز ودرست بجد لاحقق ذلك كان يجب أن يكون هناك شئ أكبر من مجرد انتظار مغادرة داعش، فإذا بقيت في الموصل وانتهى تنظيم داعش بالبقاء هنا لمدة 10 سنوات، فلن أكون الشخص نفسه ولا أريد أن يحدث ذلك “.
“وبمجرد أن قررت استغرق الأمر 6 أشهر لمغادرة الموصل، حيث كان من الصعب جدًا العثور على شخص جدير بالثقة للخروج من هناك، لم أستطع حتى إخبار أسرتي عن خططي لأنها كانت رحلة خطيرة وكانوا يخشون على سلامتي “.
مغادرة الموصل
“عندما وجدت مهربًا موثوقًا به اقترضت أموالًا من عائلتي وغادرت في سبتمبر 2015، كان هاتفي القديم والمال والملابس الخاصة بي على ظهري هو كل ما أملك في أثناء توجهنا إلى سوريا، قمت بتغطية نفسي بالأتربة حتى لا أثير الشكوك حولي أثناء المرور بنقاط التفتيش التابعة لداعش، ولقد نزلت من محطة وقود حيث ينتظرني مهرب آخر أخذني إلى الرقة، مكثت الليل في منزل قرية مليء بأشخاص آخرين يلتمسون اللجوء لقد كان هناك الكثير من العراقيين وسمعت الكثير من القصص، على وجه الخصوص كان هناك قصة لزوجين مع ابنتهما البالغة من العمر ثمانية أشهر حيث استغرقوا 40 يومًا للوصول إلى هنا من الموصل، بينما لم يستغرق الأمر سوى يوم واحد فقط للوصول الى هنا بالنسبة لي.
وفي تلك الليلة نمنا على سطح المنزل مع 25 شخصًا آخر على الأقل كنا مستيقظين في الساعة 6:00 وفي طريقنا إلى الحدود التركية، كان هذا هو الجانب الأكثر صعوبة لدخول تركيا وكانت القيادة هناك مخيفة، حيث كان المهربون يبيعوننا للمهربين الآخرين ونحن في طريقنا الى هناك لأننا كنا عراقيين وأثرياء حسب اعتقادهم، لقد كانوا بحاجة دائمة للمال لذا كان علينا الدفع في كل مرة نباع فيها، وبهذا المعدل لم يتبقى لدي أي أموال قبل وصولي إلى أوروبا. كان الظلام حالك حتى تمكنت من تجنب الدفع عن طريق الاختباء خلف الأشجار ثم اعود مجددا مع المجموعة بمجرد مغادرة المهربين، و منذ الساعة 8 مساءً حين بدأنا بالسير عبر التلال ودخلنا تركيا أخيرًا في الساعة 4 صباحًا. “
الوصول الى تركيا
“عند دخول تركيا اقترب منا رجل سوري يحمل بندقية وطلب منا أن ندفع لنقلنا إلى محطة الحافلات، والعجيب انه لا بد ان يدفع العراقي 150 دولارًا والسوري يدفع 7000 ليرة سورية (حوالي 5 دولارات في ذلك الوقت)، تظاهرت بأنني سوري وانخرطت مع مجموعتهم حتى أتمكن من توفير المال لكنهم قبضوا علي و لم يكن لدي حينها سوى 100 دولار، ولم أستطع أن أخاطر بهم، لذلك أخبرتهم أنني ذاهب إلى تركيا للعمل وادعيت أنني فقير وساعدت ملابسي المتسخة على تصديق هذه القصة وانتهى بي الأمر إلى دفع 50 دولارًا فقط، اقتراضت المال من أحد الأصدقاء وأخبرته بأنني سأقوم بتسديد المبلغ بمجرد الوصول الى هناك، وعندما وصلت إلى محطة الحافلات عندها اتصلت بعائلتي وأرسلت لهم صورة شخصية لي في تركيا.
بعد ذلك قمت بشراء بعض الملابس وذهبت إلى غازي عنتاب لقضاء الليل معه، منذ مغادرتي الموصل لم أنم جيداً فقد كنت في بلدة أو مكان مختلف في كل يوم، أذكر انني قضيت ما يقارب 11 يومًا في تركيا وكان الأمر صعبًا حتى اني ذات مرة كنت على وشك ركوب قارب من ديديم إلى اليونان لكن الشرطة جاءت وقبضت علينا، كنا 200 شخص تقريبا نقف في انتظار القوارب ولكن المهربين أحضروا قارب واحد فقط ثم تركونا لتجنب القبض عليهم، كما اني كنت قد دفعت للمهرب 1200 دولار لكنني استرديت أموالي منه فيما بعد “.
توجه القارب الى اليونان
“بعد تلك المحاولة الفاشلة لركوب القارب صادفت شخصاً عراقيًا وذهبت معه إلى إسطنبول، وكان هذا في أكتوبر وقد حالفنا الحظ في العثور على قارب آخر، في هذه المرة قرر المهرب ان يتأكد ما إذا كانت السماء ستمطر قبل أن نسافر ، لكنني أخبرته أني اريد الذهاب على متن هذا القارب بصرف النظر لم أكن أهتم إذا كان هناك مطر أو ثلج. شعرت أن الرحلة لن تتم أبدًا إذا لم أذهب الآن وأردت الدخول إلى اليونان، كان هناك حوالي 50 منا في القارب. لقد قمنا بتجهيز القارب قبل ركوبه ، مما أعطانا بعض الطاقة لرحلة طويلة. “
“عندما وصلنا إلى البحر كنت سعيدًا حقًا لأنني قد فعلتها في النهاية خلعت قميصي و كنت مستعدًا إذا ما احتجنا للسباحة؛ لم أكن أريد أي شيء ان يثقل علي، كانت الفتيات على متن القارب يطلبون مني مساعدتهم إذا ما حدث أي شيء لكنني أوضحت أنني سأضع للأطفال الصغار في اولوياتي، كان لدينا جميعا سترات النجاة لكنها تصمد فقط لمدة 2-3 ساعات في الماء. كان المد نحو اليونان، لذلك كان لدي بعض الامل، استغرقنا حوالي 6 ساعات للوصول إلى هناك. “
“كانت القوارب ممتلئةً بالأشخاص من جميع الجنسيات المختلفة، في البداية كان الأمر جيدا – كان الناس يأخذون صور سيلفي ويتصرفون بعفوية، ولكن بعد 20 دقيقة كانوا يبكون أصبح المد قويا جدا وكان الماء يدخل القارب. كنا عراقيين فقط على متن القارب ونحن نصرخ على بعض للبقاء في القارب والحفاظ على توازنه لتجنب الانقلاب فالكثير من الناس لا يعرفون كيفية السباحة وكانوا خائفين للغاية “.
“كان البحر اقل رعبا من داعش”
كنا مجرد بشر
كنا محاطين بسبعة زوارق أخرى يفعلون نفس الشيء وكان الأمر كما لو كنا أسطولًا سيذهب إلى الحرب، في كل مرة نتقدم فيها كنت سعيدًا وحاولت التظاهر بأنني كنت في عطلة للحفاظ على تماسكي، كان الأمر صعباً ولكن ليس بنفس صعوبة مغادرة الموصل والدخول إلى تركيا، فقد كان البحر أقل رعبا من داعش.
وصلنا إلى جزيرة يونانية واستقبلنا من قبل المنظمات غير الحكومية وموظفي الأمم المتحدة، مشينا بعد ذلك لمدة ست ساعات للوصول إلى حافلة تنقلنا إلى المخيم، مكثت ليلة واحدة في المخيم وتلقيت بعدها ورقة تقول إن أمامي شهرًا واحدًا لمغادرة اليونان.
غادرت اليونان وسافرت إلى بلغراد حيث قابلت رجلاً عربيا هناك كان يعيش ويعمل كطبيب قام بترتيب سائق أجرة حيث قادنا السائق إلى الحدود الكرواتية، ومن هناك وضعنا الجيش الكرواتي في الحافلات.
وهذا هو المكان الذي بدئنا نصبح فيه مختلفين كنا بشر، بدأ الناس يهتمون بنا حيث لم نكن هكذا من قبل فقد تعرضنا للغش والسرقة مراراً.
الوصول الى هولندا
“كان من اليسير السفر من كرواتيا الى هولندحيث وخلال يومين وصلت الى هولندا، كان هذا في الخامس من شهر أكتوبر 2015 عندما وصلت إلى أمستردام، اخترت المجيء إلى هنا لأنها كانت العاصمة وكان أحد أصدقائي يعيش هنا ايضا. بعد أن قدم لي نصيحة حول التحدث إلى الشرطة اشتريت تذكرة إلى دائرة الجنسية والهجرة في هولندا، ثم قابلت فتاة مغربية تعمل هناك نصحتني بتسليم نفسي للشرطة.
ذهبت إلى الشرطة أفكر في الأسوأ وعندما أخبرتهم أنني لاجئ وضعوني في غرفة وأخذوا معلوماتي وأعطوني تذكرة قطار إلى Ter Apel ؛ أكبر مخيم للاجئين في هولندا، حيث يجب على جميع اللاجئين الذهاب هناك للتسجيل “.
تير آبل
“كنت في تير آبل لمدة يومين وبالطبع فقد كنت محظوظًا لأن بعض الناس كانوا هناك لأسابيع متتالية، استغرق الأمر ثمانية أشهر إجمالاً للحصول على مقابلة مع مركز الهجرة والتجنس (IND) وخلال هذه الأشهر الثمانية قمت بتحسين لغتي الإنجليزية، كما قمت بتطوير تطبيقات الهاتف المحمول والتقديم على احدا الجامعات حيث حصلت على درجة الماجستير في جامعة ليدن، لم يكن عندي ورقة اثبات واحدة لكنني كنت مثابراً وقدمت طلب للحصول على دورة تدريبية، ومن الواضح أنهم كانوا بحاجة إلى شهادة البكالوريوس لكني أوضحت أن إحضار الشهادات هو آخر شيء يمكن ان يفكر فيه اللاجئ عند مغادرة بلده، كما كان هناك الكثير من العراقيل مع الأساتذة والموظفين هناك لكنهم في نهاية الامر قبلوني.
كان من المفترض أن يبدا الفصل الدراسي في سبتمبر 2016 ولكن لأنني لم أتمكن من إجراء مقابلة مع IND خلال هذا الوقت ولأنني قلقت بشأن عائلتي في الموصل وظللت أسمع عن أشخاص أعرفهم أنهم قد قتلوا، بل حتى جامعتي تعرضت للقصف هناك، كنت سابقاً أذهب بشغف إلى صالة الألعاب الرياضية في المخيم و لكن سرعان ما توقفت عن الذهاب الى هناك والأكل وفقدت الكثير من الوزن لأنني شعرت بالاكتئاب الشديد.
كما شعرت بأني مواطن من الدرجة الثانية كلاجئ في هولندا، لذلك رأيت ان الحصول على الماجستير وسيلة لي لبناء سمعتي ومع ذلك، لم تتح لي الفرصة للدراسة لأنني لم أتمكن من الحصول على تصريح للعمل أو الدراسة في هولندا. “
خذ مستقبلك
بعد كل هذا انضممت كطالب في Hack Your Future (HYF) كوني كنت أعرف كيفية استخدام التشفير لكنني كنت أكثر انجذاب الى تطوير تطبيقات الأجهزة المحمولة في ذلك الوقت، وبهذه الطريقة تمكنت من معرفة المزيد حول تطوير الويب و كنت أقوم بالواجب المنزلي يوم الأحد وأكمله يوم الاثنين ثم أركز على قراءة اللغة الإنجليزية ودراستها، أكثر ما أعجبني في HYF كان المدربين الذين كانوا يعملون هناك هم محترفين من شركات كبرى مثل Booking.com. اضافة الى التحدث إلى أشخاص ذوي خبرة والذي غذى حقًا شغفي بالتشفير، كما كنت معهم لمدة ستة أشهر وانتهيت في شهر مارس 2017.
في فبراير 2017 بدأت أخيرًا ببرنامج تمهيدي اضافة الى دراسة الماجستير في جامعة ليدن، لقد تحدثت إلى العديد من موظفي جامعة ليدن وكتبت رسالة مفادها أنه على الرغم من أنني لم يكن لدي الأوراق المطلوبة، إلا أن هذا لا يمنعني من أن أتمكن من الدراسة وأن هذا هو أفضل شيء بالنسبة لي، وكنت ادرس هندسة البرمجيات في الموصل وتقدمت بطلب لدراسة علوم الحاسوب.
أثناء فترة الدراسة تلقيت أخبارًا سيئة من المحامي اخبرني بتغير القانون تجاه العراقيين وأصبح العراق الآن بلدًا آمنًا!! هذا يعني أنه لا يمكنني التأهل للحصول على اللجوء وكانوا يتوقعون مني الانتقال إلى بغداد، كما انه لا يمكن للعراقيين النازحين القادمين من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية الانتقال إلى مدن مختلفة دون رعاية أو تصريح؛ اعتمادًا على أي جزء من العراق تنتقل إليه لذلك لم يكن هذا خيارًا جيدا بالنسبة لي. “
العودة الى العراق
“اقترح المحامي أن أستأنف المقابلة لكنني رأيت بعض العراقيين ينتظرون 12 عامًا وهم يعيشون في مخيمات اللجوء ولم أتصورنفسي هكذا وانتهى بي الأمر بالعودة إلى الموصل في أبريل 2017، كان لديّ عرض عمل في جامعة الموصل منذ تخرجي كطالب الاول على صفي ولم أرغب في تفويت الفرصة إذا حدث لي أي شيء، كما يجب أن أكون مع عائلتي ولسوء الحظ اضطررت لمغادرة هولندا في منتصف الفصل التمهيدي للماجستير في جامعة ليدن “.
“ستعتقد أن القصة ستنتهي هناك ولكن للأسف لا فعندما وصلت إلى أربيل نُقلت إلى سجن كردي، وقد كان مكتظًا لدرجة أنني بالكاد أستطيع دخول الغرفة وكان الناس مكدسين فوق بعضهم البعض، وانتظرتُ الى ان قامت عائلتي ببعض الإجراءات لإخراجي من السجن بسرعة حيث كنت في السجن لمدة 18 يومًا، والمؤسف ان بعض الناس قد كانوا هناك لمدة عام أو أكثر.
ما إن خرجت من السجن مكثت في أربيل لمدة يوم لأنني كنت بحاجة إلى بعض الراحة، وبدأت بعد ذلك عملي في كركوك لأن جامعة الموصل انتقلت الى هناك بسبب الحرب في ذلك الوقت، كانت كركوك تحت السلطة الكردية عملت هناك حتى يوليو 2017 وبعد انتهاء العطلة الصيفية عدت إلى الموصل بسبب إعادة افتتاح الحرم الجامعي هناك.
العودة إلى الموصل بعد هذا الوقت الطويل كان شئ غريب بالنسبة لي ولكنني كنت سعيد لأنني سوف أقابل عائلتي مرة أخرى لحسن الحظ كانوا سالمين وعلى الرغم من أنني واجهت الكثير من الصعوبات خلال فترة وجودي هناك إلا أن الأمر لم يكن بنفس القدر الذي مروا به “.
حياة رجل أعمال
“أثناء العمل في كركوك كان لدي خطة لبدء عملي الخاص أعطيت نفسي عامًا كاملاً، وإذا فشل ذلك فسأعود إلى أوروبا حينها وأعمل هناك، كان لدي فكرة عن إنشاء سوق تطبيقات أندرويد وأثناء العمل على ذلك اتصل بي صديقي عبد الرحمن لإطلاق موقع إلكتروني للتجارة الإلكترونية لذلك انضممنا إلى بعض وخططنا لمشروع دكاكينا، حيث أطلقنا هذا المشروع في أغسطس 2018 وقد مر عام واحد على ذالك.
و دكاكينا هي عبارة عن منصة للتجارة الإلكترونية تقوم بتسليم البضائع للمقيمين في الموصل من الإلكترونيات إلى الكتب المدرسية، حيث نعمل مع التجار المحليين لتوفير المنتجات للعملاء بأسعار معقولة وهذا يحل مشكلة التنقل الكبيرة في الموصل حيث تم تدمير الكثير من الطرق ومن الصعب الذهاب والقيام بمهام يومية بسيطة
لا أريد العمل فقط كموظف في مشروع دكاكينا، بل أردت أن أصنع شيئًا مفيدًا باستخدام أحدث التقنيات لقد كان عملي كمؤسس مشارك لـ دكاكينا يمثل تحديًا مهماً بالنسبة لي، ولدي فرصة لتجربة وتعلم أشياء جديدة وكيفية التعامل مع التجار العراقيين الذين يعملون منذ أكثر من 30 عامًا، فقد كانت هذه فكرة جديدة بالنسبة لهم لذلك قضيت الكثير من الوقت في الشرح للتجار عن كيفية التفكير وإحداث فرق في التجارة بتكاليف اقل
وإذا سألت الناس هنا عن كيفية بدء عمل تجاري فسوف يقولون دائمًا أنهم يحتاجون إلى الكثير من المال، ولكن هذا ليس صحيحا!
لذا أشعر بسعادة غامرة لكوني مدير أول مشروع ناشئ في الموصل