دليل المبتدئين للاستثمار في الشركات الناشئة في العراق
يمكن أن يكون الاستثمار في الشركات الناشئة مغامرةً خطرة، ولكنها قد تكون مجزيةً كذلك، وهذا الكلام أصح بشكل خاص في الأسواق الناشئة كما في حال العراق. فرغم التحديات والمخاوف التي قد تصاحب الاستثمار في منطقة متقلبة، هناك أيضًا العديد من الفرص لمن لا يخشى بعض المخاطرة. إليكم بعض النقاط الرئيسية التي على من ينوي الاستثمار في الشركات العراقية الناشئة معرفتها:
- آفاق السوق: يبلغ عدد سكان العراق أكثر من 42 مليون نسمة، واقتصادها ينمو بسرعة شديدة، ما يجعلها سوقًا جاذبًا للمستثمرين. ولكن من المهم إجراء البحث الكافي على طلب السوق للمنتج أو الخدمة التي توفرها الشركة الناشئة، بالإضافة إلى دراسة المنافسة والعوائق المحتملة للدخول في السوق.
- الاستقرار السياسي والاقتصادي: للعراق تاريخ من عدم الاستقرار السياسي والنزاعات، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على استقرار الشركات في الدولة ونموها. من المهم تقييم البيئة السياسية والاقتصادية الحالية ودراسة المخاطر والفرص المرتقبة. والأمر الأهم هو أن يبذل المستثمرون جهدهم في محاولة فهم الكيفية التي قد تستمر بها الشركة الناشئة في أعمالها في حال حدوث أي حالة اضطراب أو نزاع.
- الإطار القانوني والتنظيمي: يتطلب الاستثمار في شركة ناشئة في العراق فهمًا كاملًا للمشهد القانوني والتنظيمي. وهذا يشمل الحصول على الرخص والموافقات الضرورية، بالإضافة إلى فهم القوانين والتشريعات المحلية ذات الصلة بالعمليات التجارية، والملكية الفكرية، والمجالات الأخرى.
- الحصول على التمويل: يشكل الحصول على التمويل تحديًا أساسيًا للشركات الناشئة في العراق، وقد ينبغي على المستثمرين ألا يكتفوا بتقديم رأس المال، بل قد يحتاجون لتوفير التوجيه والإرشاد وأشكال أخرى من الدعم. ولكن المستثمرين الذين لا يألفون السوق المحلية خيرٌ لهم على الأرجح أن يحتفظوا بنصائحهم لأنفسهم إذ قد يكون ضررها أكبر من نفعها.
- الموهبة والقيادة: تحتاج الشركة الناشئة لنجاحها قيادةً قويةً وفريقًا موهوبًا لتحقيق النمو والابتكار. من المهم إجراء تقييم دقيق لخبرة مؤسسي الشركة الناشئة ومديريها وقدراتهم، بالإضافة إلى تقييم احتمال جذب أفضل المواهب في السوق المحلية والاحتفاظ بهم.
- الشراكات المحلية: يمكن لتأسيس شراكات مع الشركات المحلية أو المستثمرين المحليين أن تجلب رؤىً قيّمة وشبكات علاقات ثمينة في السوق المحلية. ويمكن لهذا تخفيف المخاطر وزيادة فرص نجاح الشركة الناشئة.
- الاعتبارات الثقافية: يمكن أن يكون فهم الثقافة المحلية والأعراف التجارية أمرًا حاسمًا لبناء العلاقات والعمل في السوق المحلية. على المستثمرين أن يفكروا بالاستثمار في الشركات الناشئة التي لديها فهم عميق للثقافة المحلية ويمكنها أن تدبر أمرها وسط الاختلافات الثقافية الدقيقة بفعالية.
- استراتيجيات الخروج: من المهم دراسة استراتيحيات الخروج المحتملة قبل الاستثمار في شركة ناشئة. قد تشمل استراتيجيات الخروج الإدراج في سوق الأوراق المالية، أو الدمج أو الاستحواذ، أو البيع لمستثمر آخر. يمكن أن يساعد المستثمرين فهمهم لاستراتيجيات الخروج المحتملة لكي يتخذوا قرارات مدروسة أكثر فيما يخص استثمارهم.
- الاهتمام الواجب: إن إيلاء الأمر الاهتمام الواجب (أن تؤدي ما عليك) أمر مفصلي عند الاستثمار في الشركات الناشئة في العراق. وهذا يشمل تقييم القوائم المالية، وتقييم فريق إدارة الشركة الناشئة وسجلهم، والتأكد من الالتزام القانوني والتنظيمي.
- إدارة المخاطر: الاستثمار في الشركات الناشئة خطر بطبيعته، وعلى المستثمرين أن يضعوا استراتيجية إدارة مخاطر واضحة. وقد يشمل هذا تنويع محافظهم الاستثمارية، ووضع أهداف استثمارية واضحة، وصياغة خطة خروج.
- عوامل خاصة بكل مجال: من المهم دراسة العوامل الخاصة بكل مجال عند تقييم الشركات الناشئة في العراق. فعلى سبيل المثال: قطاع النفط والغاز من أكبر القطاعات المساهمة في الاقتصاد العراقي، وقد يكون للشركات الناشئة في هذا القطاع فرص وتحديات فريدة خاصة به.
هناك أشياء على المستثمرين الدوليين أو ذوي المعرفة المحدودة بالسوق العراقية أن يضعوها في بالهم: تعقيدات هذه الدولة شديدة الدقة، لذا من المهم إشراك شخص ذي معرفة محلية لإعطاء نظرة داخلية ويقدم الدعم لك في الاستثمار الصحيح. يقع العديد من المستثمرين الدوليين ذوي الخبرة المحدودة في العراق في فخ مقارنة العراق بالدول الأخرى، وليس هذا مجحفًا وحسب، بل يفرض معايير غير واقعية. يهتم العديد من المؤسسين العراقيين بإيجاد المستثمرين الصحيحين الذين يفهمون رؤيتهم والسوق العراقية أكثر مما يهتمون بالمال.
من جهة أخرى، فبالنسبة لمكاتب الشركات العائلية والعراقيين ذوي الثروات الصافية الكبيرة الذين يعيشون في البلد وحولها، يبدو الاستثمار في الشركات الناشئة الموضة الجديدة التي ينبغي اتباعها. ولكن إذا لم تكونوا تفهمون المجال، فالأفضل على الأرجح طلب التدريب والتوجيه من شخص يفهمه قبل الاستثمار.
بشكل عام، يتطلب الاستثمار في شركات ناشئة في العراق مقاربةً حريصةً ودقيقة، بالإضافة إلى تقبل المخاطرة. في المقابل، فإن المكافآت التي قد تنال المستعدين لبذل الجهد والوقت يمكن أن تكون كبيرة ومجزية.