5 نصائح لتنظيم هاكاثون في العراق وغيرها من المناطق
كجزء من التحالف العراقي للتكنولوجيا وريادة الأعمال أتيحت لي الفرصة لقيادة أكبر هاكاثون في البلاد (وربما الأكبر في الشرق الأوسط)، حيث وخلال 48 ساعة شارك أكثر من 300 مشارك من جميع أنحاء البلاد لإيجاد حلول تكنولوجية للمشاكل والتحديات المحلية والوطنية.
تعرف على اول هاكاثون في العراق
بالنسبة لمعظم المشاركين كان هذا هو أول هاكاثون لهم على الإطلاق وهو منحنى تعليمي ضخم يعلِّم كيفية التخطيط والبناء على النموذج الأولي في أقل من يومين، جاء المهتمون من جميع أنحاء البلاد للحضور في أقرب مدينة بالنسبة لهم بغداد أو أربيل أو السليمانية أو البصرة أو الموصل.
في الهاكثون يمكن للحضور اختيار تحدٍ واحد للعمل عليه، و تم تطبيق سمة مشتركة على جميع المدن جنبا إلى جنب مع مواضيع محددة لسياق كل مدينة فمثلا: كيف يمكننا تقليل وإعادة استخدام البلاستيك للاستخدام مرة واحدة؟ كيف يمكننا الحد من الازدحامات في حركة المرور، بالاضافة الى توصل المشاركون إلى أفكار مبتكرة للمشاكل التي يواجهونها يوميًا مثل تحسين الوصول إلى التعليم العالي وتشجيع السياحة، وبالتالي تنوعت الأفكار الفائزة من حلول VR إلى آلات إعادة التدوير.
هناك بعض العقبات الفريدة التي تنشأ عندما تقوم بتنظيم هاكاثون في دولة ذات نظام اقتصادي الكتروني ناشئ وتتعافى من عقود من الصراع، لا بد من الاشارة الى ان الـ Hackathons ليست أحداثًا شائعة ويمكن تطبيق الكثير من النصائح التالية على أنظمة اقتصادية الكترونية أخرى مماثلةو أيضًا لا تنس أن الهاكاثون هو فرصة للتعليم والتعلم وبناء شيء جديد لحل مشكلة ما، و أدناه سترى خمس نصائح مهمة حول كيفية إدارة hackathon ناجح في العراق أو اي مكان يعاني من صراعات وضغوطات اقتصادية:
1. من الذي أطفأ الأنوار؟
قد تعامل العراق مع نقص الطاقة الكهربائية منذ التسعينيات و لكن ازداد الوضع سوءاً بعد عام 2003، ففي بعض المناطق قد يستمر انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 20 ساعة وهو وضع مدمر للاجتماعات والايفنتات والعمل وخصوصاً عندما تكون في منتصف الهاكاثون! فمثلاً تخيل أنك في الصفحة الأخيرة من أطروحة جامعتك ولكنك لم تضغط على “الحفظ” وانتهى شحن البطارية، نعم.. ليس شعورًا جيدًا على الإطلاق.
ومن هنا نقول ان الخيار الأول هو العثور على مكان موثوق به مع إمكانية توفر الكهرباء على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، فحتى على فرض أن تكون المولدات قوية ومتوفرة دائما فلا تحتفظ جميع الأماكن بمولداتها طوال الليل، لذلك انظر إلى ما يناسبك ومشاركتك فمن غير المرجح أن يظل الجميع وخاصة النساء مستيقظين طوال الليل، وعليك أن تكون مبدعًا في كيفية إشراك الناس.
بغض النظر عن المكان، كما يجب أن تظل الأجهزة الرئيسية قيد التشغيل أثناء التبديل بين الشبكة الوطنية والمولد، لذلك يجب أن يشتمل الموقع على عدد من وحدات UPS وربطها بموجه (موجهات) الإنترنت لديك، وربما جهاز الإسقاط / أجهزة التلفزيون التي قد تكون لديكم طوال الحدث.
2. ما هي مشكلة الانترنت؟
لا توجد بنية أساسية للهواتف الأرضية مثل DSL والإنترنت الكبلي مما يعني أن مزودي خدمة الإنترنت في العراق يعتمدون على التكنولوجيا اللاسلكية لتوفير الإنترنت للعملاء، وبشكل عام ليست السرعة وعرض النطاق الترددي الأفضل خاصةً عندما يكون لديك أكثر من 30 شخصًا يستخدمونها في آن واحد.
لذا الامر الثاني هو تأكد من توفر بعض خيارات الانترنت الاحتياطية في حالة انقطاع الإنترنت عنك، كأن ابحث عن موفري خدمات الإنترنت اللاسلكية المحمولة مثل جهاز Zain-Fi من Zain Telecoms الذي يمكنه توفير إنترنت موثوق به إلى 10 مستخدمين لكل جهاز، وهذا سيبقي تدفق hackathon مستمر طوال فترة الحدث.
3. الإرشاد والتوجيه هو كل شي؟
وسط كل التخطيط من السهل الاستعجال بمهمة البحث عن الموجهين والمرشدين واستدعاء الأشخاص من شبكة معارفك للانضمام إلى هاكاثون عطلة نهاية الأسبوع، لكن اختيار المرشدين هو أحد أهم العوامل التي تحدد نجاح أو فشل الهاكاثون وتحتاج إلى الكثير من التفكير والتحضير، خاصة وأن هذا سيكون hackathon الأول لـ 90٪ من المشاركين.
إن وجود مرشدين ذوي خبرة هو مفتاح وجود مشاريع جيدة وضمان أن يفهم المشاركون تمامًا ما يمكن إنجازه بناءً على موضوعات hackathon ، يحتاج المعلمون لديك إلى الخبرة ذات الصلة سواء كان ذلك ضمن المواضيع المطروحة في الهاكاثون أو خبرة أوسع في مجال الأعمال أو التكنولوجيا أو المبيعات، يجب ألا يكون لأي معلم نفس مجموعة المهارات ومن المهم التنويع في اختيار مهارات المرشدين.
اذاً لا بد أنك تريد أيضًا التأكد من أنك تجلب مرشدين ملتزمين وموثوقين – ولن يغادروا بعد بضع ساعات! يجب أن تتوافق دوافع المرشدين مع أهداف الهاكاثون، لذا كن واضحًا بشأن الالتزام الذي تحتاجه منهم فانت تحتاج إلى مرشدين يشاركون جميع الفرق ويتحدثون بنشاط، ويتحدون الافتراضات والأفكار ، ويساعدون الناس على التفكير بطريقة مختلفة ويكونوا صادقين بما يكفي لإخبار الفرق إذا كانت أفكارهم ناجحة او لا.
والنقطة الرئيسية التي يجب التأكيد عليها هنا هي أهمية المرشدين الذين يمكنهم التحدث باللهجة المحلية.
على سبيل المثال، لا تحضر مرشدًا يتحدث الإنجليزية فقط إذا كان 30٪ فقط من المشاركين يمكنهم الاستفادة منه.
4. كيفية التحكيم؟
العثور على الحكام المناسبين لا يقل أهمية عن إيجاد مرشدين جيدين، فمن الناحية المثالية أن يكون الحكام على علم بماهية hackathon و لديهم الخبرة ذات الصلة في الموضوعات المطروحة في الهاكاثون للحكم على الفائزين إلى حد ما وفقًا للقيود الزمنية للهاكاثون.
فمن المحتمل جدًا أن يكون حكامك المختارون في مشاركتهم الاولى في الهاكاثون أيضًا، لذا أدعوهم لمراقبة الفرق أثناء العمل سيكون الأمر بمثابة لفتة نظر للحكام لمعرفة ما يمكن للناس إنشاؤه في فترة زمنية قصيرة، وايضا سيساعدهم ذلك على تقدير فكرة كل فريق بشكل أكبر والاعتراف بعملهم، مما سيعزز فهمهم للتكنولوجيا المستخدمة.
في كثير من الأحيان وسيرغب رعاة الحدث في أن يكون هناك ممثل من شركاتهم أو مؤسستهم من ضمن لجنة التحكيم، ومن مسؤوليتك أن يعرف كل حكم بالضبط ما تستند إليه معايير التحكيم وأنهم يفهمون تمامًا نتائج وتوقعات هذا الحدث.
5. حسنًا ، لقد انتهى الهاكاثون. فماذا الآن؟
بمجرد انتهاء الهاكاثون ومنح الجوائز يجب عليك المتابعة مع الفائزين وتحديد الية إطلاق أموال الجوائز وما إلى ذلك، هذا كله يعتمد على كيفية إعداد الهاكاثون الخاص بك ولكن ستحتاج إلى متابعة تفاصيل المشاريع مع الفائزين واحدا تلو الآخر.
فعلى سبيل المثال لجعل الامور اكثر رسمية يمكنك أن تطلب من الفائزين توقيع عقد لتأكيد أن اموال الجوائز لن تستخدم إلا لأغراض مشروعهم، وبالنسبة للمشاركين الأصغر سنا ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يوقعون فيها عقدًا وقد يكون ذلك مريبا بالنسبة لهم، لذلك عليك بذل الجهد لوضعهم في الصورة وتوضيح جميع فقرات العقد لإزالة الشكوك وتسهيل عملية توقيع العقد.
وبشكل عام ستحتاج إلى استثمار الكثير من الوقت في شرح ماهية الحدث، وما هو متوقع من المشاركين والجهات الراعية والمرشدين والحكام والتأكد من أن المسؤوليات واضحة، وإذا كنت من المنظمات غير الحكومية الدولية أو الوافدة التي تنظم ذلك فابذل قصارى جهدك لإجراء الحدث بأكمله باللغة المحلية.
تعد الهاكاثون دائمًا أحداثًا مرهقة للمنظمين ولكن بمجرد انتهائها ستشعر بإحساس كبير بالإنجاز والفخر في المشاريع النهائية والإبداع الذي خرج من 48 ساعة عمل فقط!