هل يمكننا الاعتماد على السيارات الكهربائية للتنقلات اليومية في العراق؟

اكتسبت السيارات الكهربائية شعبيةً في العالم لأنها صديقة للبيئة ولأنها أوفر كلفةً على المدى الطويل. السيارة الكهربائية (EV – Electric Vehicle) نوع من السيارات يعمل على محرك كهربائي بدلًا من محرك احتراق داخلي تقليدي. تعمل السيارات الكهربائية عادةً على الطاقة الكهربائية المخزنة في مجموعة بطاريات يمكن شحنها عن طريق شبك السيارة بمصدر للطاقة الكهربائية.

حطمت السنتان الأخيرتان الأرقام القياسية في السوق العالمي للسيارات الكهربائية. إذ تضاعفت المبيعات إلى 6.6 مليون في عام 2021. وبلغت 10 ملايين في 2022، ما أدى إلى مضاعفة عدد السيارات الكهربائية في الطرقات ثلاثة أضعاف لتبلغ 30 مليون سيارة في نهاية العام الماضي. بدأت الكثير من كبرى شركات السيارات الدولية بالإيقاف التدريجي لتصنيع الموديلات العاملة على البنزين والديزل في المستقبل القريب ومن بينها آودي Audi وجنرال موتورز GM. وبالنسبة للعراق، لدى بعض شركات بيع السيارات خطط لإحضار السيارات الكهربائية إلى السوق العراقية، ولكن السؤال يبقى فيما إذا كان يمكن الاعتماد على السيارات الكهربائية في العراق للتنقلات اليومية. وتضيئ هذه المقالة على التحديات التي تواجه تبني السيارات الكهربائية بشكل واسع في العراق:

Electric vehicle charging startion
  1. توفر البنية التحتية للشحن: تتطلب السيارات الكهربائية محطات شحن تعمل على الطاقة الكهربائية. وقد خاضت العراق العديد من الحروب، ما أدى إلى إلحاق الأذى بمحطات الطاقة الكهربائية وإلى حدوث انقطاعات كهربائية على امتداد البلاد. ستستغرق إعادة بناء محطات الطاقة الكهربائية عدة سنوات.
  2. ثمن امتلاكها: الدفعة الأولى أو التكلفة المقدمة لشراء سيارة كهربائية أعلى منها للسيارة التقليدية العاملة على البنزين. ولكن الكلفة طويلة الأمد لملكيتها قد تكون أقل نتيجة انخفاض كلفة الكهرباء بالمقارنة مع البنزين. في العراق، تشكل كلفة امتلاك السيارات الكهربائية تحديًا حقيقيًا لنسبة 42% من السكان الذين يعيشون على الرواتب المنخفضة التي تقدمها الحكومة.
  3. توفر الخدمات يشكل تحديًا آخر للسيارات الكهربائية في العراق. عادةً ما يشتري السائقون العراقيون قطع التبديل من المناطق الصناعية ويعتمدون على مراكز الخدمة المحلية غير المرخصة للصيانة. يمكن لهذه الممارسة أن تؤدي إلى اكتساب السيارات الكهربائية سمعةً سيئةً في العراق. من الضروري لمراكز الخدمة المرخصة أن تثقف العامة عن منافع الصيانة الصحيحة وخدمات الإصلاح لضمان طول عمر السيارات الكهربائية وموثوقيتها.
  4. المناخ في العراق يقدم أيضًا تحديًا للسيارات الكهربائية. درجة الحرارة الوسطية في الصيف 51°م، وهو ما قد يؤثر على أداء السيارات الكهربائية. قد تتطلب درجات الحرارة المنخفضة طاقة إضافية لتشغيل البطارية والعناصر الأخرى، وقد تخفض درجات الحرارة المرتفعة المسافة التي يمكن للسيارة قطعها (النطاق).
  5. المسافة والتضاريس عاملان حاسمان يؤثران على نطاق السيارات الكهربائية. فبينما تناسب السيارات الكهربائية الرحلات القصيرة على التضاريس المستوية، قد لا تكون أفضل خيار للمسافات الطويلة أو تضاريس التلال والجبال. وإن تضاريس العراق المتنوعة، والتي تشمل الصحارى، والتلال، والجبال، تضع تحديات أمام السيارات الكهربائية لتؤدي بالشكل الأفضل.

في الختام، يواجه اعتماد السيارات الكهربائية في العراق العديد من التحديات التي ينبغي مواجهتها من خلال مقاربة شاملة من قبل كل من الحكومة والعامة. ومن الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لنشر اعتماد السيارات الكهربائية في العراق: تمهيد طرقات أفضل، وتشريع قوانين تشجع الناس على شراء السيارات الصديقة للبيئة، وتحسين البنية التحتية للطاقة الكهربائية، وتثقيف العامة تجاه فوائد الصيانة الصحيحة وخدمات الإصلاح. ورغم ارتفاع التكلفة المقدمة، فإن التوفير الحاصل على المدى الطويل وكون السيارات الكهربائية صديقةً للبيئة، يجعلانها خيارًا مجديًا للتنقلات اليومية في العراق.


photo1678463497

عن المؤلف

سيفار حازم مدير AGITO ولديه أكثر من 7 سنوات من الخبرة في التسويق.

Habib Zreik

Related Posts

© 2021 Iraqi Innovators. All rights reserved