5 شركات ناشئة قائمة على التكنولوجيا تديرها نساء عراقيات
في عام 2019 سلطنا الضوء على بعض النساء الأكثر تأثيرا في الجانب التكنولوجي في العراق، حيث ألهمتنا نساء عراقيات قد حطمن الصور النمطية وخلقن حركة جديدة في مدنهن، كان هذا في بلد صنفته دراسة لناشيونال جيوغرافيك على أنه سادس أسوأ مكان في العالم للمرأة، ولسوء الحظ لم يتغير شيء يذكر في الصورة الدولية للمرأة في العراق حتى الان، ففي عام 2020 وجد تقرير صادر عن البنك الدولي أن أقل من 15٪ فقط هن نساء عراقيات يعملن ضمن القوى العاملة في البلاد، مما يجعلها من بين أقل البلاد التي تشارك النساء فيها القوى العاملة في العالم.
كما تتوفر بيانات رسمية قليلة حول مشاركة النساء في جانب الشركات الناشئة في العراق على وجه الخصوص، لكن الأرقام الواردة من العالم العربي تعطي مؤشرًا جيدًا بما يكفي عن الحاجة إلى التقدم فعلى سبيل المثال وجد تقرير صادر عن MAGNiTT أن 14٪ فقط من الشركات الناشئة أسستها نساء في العالم العربي.
وهو السبب الذي دفعنا لنعرض خمس شركات ناشئة قائمة على التكنولوجيا تديرها نساء عراقيات رائدات في مجال التكنولوجيا. وتستخدم هؤلاء النساء التكنولوجيا لإظهار مشاركة المرأة في القوى العاملة وفي بيئة ريادة الأعمال كما تعتبر أمثلة على رواد الأعمال الذين استفادوا من التكنولوجيا والإنترنت لخلق الفرص وتقديم حلول قابلة للتطوير من خلال مشاريعهم.
١. زهراء فاضل – FIX IT
تقول زهراء فاضل: شعرت بالإحباط بسبب صعوبة العثور على سباك لإصلاح عطل في منزلي، فرأت أن الوقت قد حان للناس في العراق للحصول على منصة تجعل الوصول إلى خدمات الصيانة عملية سهلة و أقل إيلامًا، وزهراء مهندسة كهربائية ذات خبرة في هذا المجال أسست Fix It ، وهو تطبيق يوفر خدمات صيانة سريعة وآمنة للمنازل والمباني – وهو الأول من نوعه في العراق.
بالنسبة للنساء الأخريات اللائي يبدأن مشاريعهن، فإن نصيحتي هي ألا تصاب بخيبة أمل من العائق الأول لأنكِ ستواجهين الكثير من العوائق.
زهراء فاضل مؤسسة Fix It
تحت إشراف فريق مؤهل تأهيلا عاليا يسهل التطبيق طلبات خدمات الصيانة دون الحاجة إلى مطاردة السباكين لإصلاح حوض المطبخ الذي تم حظره لعدة أيام، ونظراً لكونها تحب التحدي وحل المشكلات دائمًا أطلقت زهراء فاضل المنصة في عام 2019 في السليمانية وبدأت بقائمة مختصرة من أربع خدمات، وتقدم شركة Fix It اليوم أكثر من 30 خدمة من السباكة والصيانة الكهربائية إلى خدمات إعداد وصيانة التلفزيون والأقمار الصناعية.
عندما واجهت صعوبة في العثور على سباك لإصلاح المغسلة ، كنت أفكر في سبب عدم وجود طريقة سهلة للقيام بذلك؟ كم من الناس لديهم نفس المشكلة؟
زهراء فاضل مؤسسة Fix It
كونك سيدة أعمال في مجال يسيطر عليه الذكور ليس بالأمر السهل و لكن شغف زهراء بتقديم حلول لمساعدة الناس وخلفيتها كمهندسة قطع شوطاً طويلاً في إطلاق مشروعها، و كان موقفها عند مواجهة التحديات هو البحث عن الدرس الذي يمكنها تعلمه من كل تحد.
٢. مروة ابراهيم- MR Book
أسست مروة إبراهيم التي تعيش في بغداد وتحمل درجة الماجستير في الفيزياء ، MR Book وهو متجر إلكتروني للكتب والهدايا والديكورات المصنوعة يدويًا، لم تطلق مروة المنصة كمكتبة على الإنترنت فحسب بل كانت بمثابة نافذة أمل تبدد الظلام، و يلعب المتجر الإلكتروني دورًا مهمًا في إحياء ثقافة القراءة والأدب في العراق من خلال التكنولوجيا الحديثة حتى يتمكن الناس من التسوق بسهولة وراحة للكتب والمنتجات الأخرى من منازلهم.
بالنسبة لأي سيدة أعمال نصيحتي هي أن تؤمن بما تفعله، ولا تخف أبدًا من الفشل ! كوني شجاعة لتجربة كل شيء على طريقتك الخاصة ومواجهة أخطائك ولا تستسلمي أبدًا.
مروة إبراهيم مؤسسة MR Book
جمعت MR Book مجتمعًا من القراء ودعاة الكتب من خلال مراجعات الكتب مما شجع الآخرين على التصفح والشراء حسب الأنواع التي يستمتعون بها، في هذه العملية يتم تسليط الضوء على الكتب ذات التصنيف الأعلى بالتصفح او الشراء مما يثير فضول القراء الآخرين لمواصلة الاستمتاع و التسوق.
الهدف الرئيسي من المتجر هو جعل الكتاب صديقًا تتواصل معه في كل مرة تريد أن تكون بعيدًا عن عالمنا، أو قارب نجاة لترسينا في ميناء الأمل إذا كنا يائسين ولكي يرى البشر مدى قوتهم وما يمكن ان يكونوا.
٣. رانو هيوا- Bina
أسست رانو هيوا رائدة الأعمال في السليمانية تطبيق Bina بعد أن كافحت لفهم أين يمكنها العثور على عمال ماهرين دون عناء السؤال للحصول على إجابات محددة (اكتشف المشكلة!)، وبصفتها مهندسة مدنية تتمتع بخبرة تزيد عن ست سنوات في العمل في هذا المجال ، كانت تدرك جيدًا العوائق اليومية مع نقص المعلومات التي يمكن الوصول إليها حول الموارد وأماكن العثور عليها.
كانت منصتها الرقمية “بينا” هي إجابتها لمواجهة هذا التحدي ، حيث قدمت وسائل سريعة وسهلة للناس للحصول على عمل في سوق البناء في العراق، وهذا يعني أن بينا لم تحل تحديًا لأصحاب العمل فحسب بل أتاحت أيضًا فرص العمل للعمال بسهولة – من خلال توفير الروابط بين العمال والشركات على حدٍ سواء.
لقد تعلمت من كوني رائد أعمال أن أكون أكثر صبراً وأن أؤمن بنفسي، في مرحلة معينة قد تعتقد أن هذا قد لا يعمل ولكن إذا كنت تؤمن بنفسك وتعمل بجد من أجل ذلك فسوف تحققه بنجاح.
رانو هيوا ، مؤسس شركة بينا
علاوة على ذلك يمكن للعمال والشركات مشاركة أعمالهم الأخيرة وتلقي التعليقات من عملائهم لتحسين الجودة والتوقعات على كلا الجانبين.
يمكن للعملاء والعاملين المهرة إنشاء ملفات تعريف خاصة بهم تتضمن مهنتهم وصور أعمالهم الأخيرة وعرضها من خلال نظام المرجع والتعليقات والتصنيف وبذلك سيكون لدى العملاء المزيد من المعلومات لاختيار من يعمل معهم.
نصيحتي لأي رائد أعمال شاب أن يعمل بجد كل يوم للوصول إلى هدفه، مفتاح نجاحك كرجل أعمال هو حب عملك والعمل الجاد كل يوم، ويمكنك فقط التنافس مع نفسك لتفعل أفضل ما يمكنك فعله حتى لا تندم عليه لاحقًا.
رانو هيوا ، مؤسس شركة بينا
٤. شهد محمد- LadyGo
يعد LadyGo مشروعًا فريدًا من نوعه في العراق ، وهو تطبيق مواصلات يعمل بمثابة “أوبر” أو “كريم” للمسافرين ويمتاز بكون النساء هن السائقات فيه، التطبيق أسسته شهد محمد عام 2019 في بغداد ويركز بشكل كبير على تأثيره الاجتماعي والثقافي.
وباعتباره “المشروع الأول من نوعه في العراق من قبل النساء الى النساء” ، تم إطلاق Lady Go للمواصلات ليس فقط بمفهوم كونها قادرة على توفير سبل العيش للنساء و أيضًا توفير الأمن للنساء الأخريات أثناء ممارسة أنشطتهن اليومية.
٥. شيماء كودي- Codi
أطلقت شيماء كودي البالغة من العمر 24 عامًا مهندسة المعلومات والاتصالات شركتها الناشئة Codi عندما أدركت احتياجات الشركات لإنشاء مواقع الويب والأنظمة الإلكترونية والإدارية والمحاسبية المدمجة في البنية التحتية الحالية، فقد أدى عدم وجود شركات برمجيات في هذا المجال إلى وجود فرصة لإجراء تغيير من خلال إطلاق شركة متخصصة في خدمات البرمجة.
يعد التخطيط والدراسة قبل أي خطوة تتخذها وأخذ التوجيهات من المختصين أمرًا مهمًا للغاية لتوفير الوقت والمال.
شيماء كودي ، مؤسسة Codi
تقدم Codi أيضًا خدمات متكاملة للشركات بالاضافة الى تصميم مواقع الويب وتطبيقات الهواتف الذكية واستخدام أحدث التقنيات لتزويد العملاء بمنتجات عالية المستوى، تطمح Codi أيضًا إلى لعب دور أوسع في المجتمع العراقي، وإلهام الشباب لإنشاء مشاريع تقنية رائدة ومساعدة طلاب الجامعات على إنشاء مشاريع برمجية من خلال الدورات التدريبية.
في الختام
لم يشهد مشهد الشركات الناشئة عالميًا تقدمًا يذكر من حيث التنوع وتمثيل المرأة، ففي الولايات المتحدة تلقت الشركات الناشئة التي تقودها نساء 2.3٪ فقط من تمويل رأس المال الاستثماري في عام 2020. وتستمر هذه الاتجاهات في إحداث عقبات هيكلية واجتماعية أمام رائدات الأعمال من أجل إنشاء مشاريع ومتابعتها، كانت الحالة في العراق متشابهة مع القليل من التنوع في سوق التكنولوجيا، هذا هو السبب في أن الأمثلة المذكورة أعلاه للشركات الناشئة الرائدة التي تقودها نساء عراقيات منعشة وواعدة و لا يقتصر الأمر على قصص واقعية عن شركات ناشئة تقودها نساء تقدم عروض قيمة مبتكرة ولكنها تساعد أيضًا في تغيير مواقف المجتمع تجاه قبول مشاركة المرأة في القوى العاملة و الجانب التكنولوجي.