3 مبادرات خضراء في العراق تتصدى لتغير المناخ
وُصف العراق بأنه “أحد أكثر دول المنطقة العربية عرضة لتغير المناخ“ حيث يعد التلوث البيئي الناجم عن حرق الغاز واليورانيوم المستنفد أحد العوامل العديدة المساهمة في التلوث، كما ان الآثار المترتبة على ذلك واسعة الانتشار وتؤثر على الأجيال من خلال الأمراض السرطانية أو العيوب الخلقية لحديثي الولادة، و تظهر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن مركز السرطان في العراق زيادة في عدد حالات الإصابة بالسرطان في العراق حيث وصلت إلى 67.4٪ إصابة في عام 2016، كما أن ندرة المياه وارتفاع ملوحة التربة وتقلب المناخ كلُّ ذلك يُعد من المجالات المثيرة للقلق، وهذا يجعل العراق بحاجة إلى حلول بيئية مبتكرة تعالج قضايا التلوث وتغير المناخ.
يقوم العديد من رواد الأعمال في العراق بإطلاق أعمال ومبادرات لمعالجة قضايا التلوث والمناخ الأوسع في البلاد، وتم تشجيع الابتكار الاجتماعي وريادة الأعمال الخضراء إلى حد كبير من قبل المنظمات غير الهادفة للربح مثل حاضنة Wastepreneur التابعة لـ CEWAS، وآلات إعادة تدوير البلاستيك في معسكر العلوم، وأحداث مثل هاكاثون العراق للابتكار.
ريادة الأعمال الخضراء
أصبحت القضايا البيئية الآن أكثر من أي وقت مضى في طليعة جداول الأعمال السياسية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم، كما يتم تبني ريادة الأعمال الخضراء بين الشركات الجديدة والقائمة لخلق أنشطة مستدامة تحترم البيئة فعلى سبيل المثال تهدف Coca Cola إلى جعل 100٪ من عبواتها قابلة لإعادة التدوير على مستوى العالم بحلول عام 2025.
ويظهر إن إمكانات ريادة الأعمال الخضراء في العراق واسعة بالنظر إلى الفرص الوافرة لمعالجة قضايا المناخ والتلوث في جميع أنحاء البلاد، و أظهرت جائحة COVID-19 أيضًا الحاجة الملحة لتغيير أنماط الحياة الحالية وإعادة التفكير في اعتماد العراق على النفط.
3 مبادرات خضراء في العراق
في العراق ، يحد سوء التحكم في الموارد الطبيعية مثل المياه والتربة من القدرة على إنتاج حلول مستدامة. ومع ذلك ، تعمل هذه المشاريع الخضراء على معالجة ندرة الموارد الطبيعية وتغيير السلوكيات المجتمعية اليومية من خلال الحلول التي تقدمها
١. ECO IPR
تم إطلاق Eco IPR في عام 2019 بعد فوزه في هاكاثون العراق للابتكار في بغداد، تشجع الشركة الناشئة إعادة التدوير وتقليل النفايات من خلال تقليل الاستخدام اليومي للبلاستيك واستبدال البلاستيك بمنتجات مستدامة، كما يوفر متجر Eco منتجات صديقة للبيئة مصنوعة من مواد مستدامة لنشر ثقافة الاستدامة وزيادة الوعي.
من المعروف أن التلوث في العراق هو تلوث بلاستيكي بسبب وجود البلاستيك في كل مكان، ولكن هناك نوع آخر من التلوث وهو التلوث الكيميائي الموجود في منتجات العناية الشخصية ومنتجات التنظيف ولسوء الحظ لا يمكننا أن نشعر بهذا التلوث حتى يتسرب إلى الحياة اليومية، لذلك في متجر Eco نقدم منتجات صديقة للبيئة خالية من البلاستيك والمواد الكيميائية ويمكنك إعادة تدويره
عبد الرحمن كريم – مؤسس IPR.ECO
كما توفر إيكو منتجات خالية من البلاستيك مثل القطن والخشب والورق والزجاج بما في ذلك ماصات الشرب الفريدة المصنوعة من قصب السكر من الأهوار في ديالى، ولا تزدهر الشركة الناشئة لحماية البيئة فحسب بل تستخدم أيضًا الموارد العراقية للترويج للمنتجات المصنوعة في العراق.
ولكل طلب من العملاء تقوم شركة Eco بزراعة شجرة لزيادة تشجيع المسؤولية الجماعية بين المستهلكين والمساهمة في تقليل التلوث.
٢. Green Gold الذهب الأخضر
هو مشروع شبابي أطلقته مروة النعيمي مهندسة وناشطة بيئية وسفيرة مستدامة لمركز بغداد للطاقة المتجددة، ويهدف مشروعها إلى تقليل النفايات العضوية عن طريق إعادة التدوير وتحويلها إلى أسمدة عضوية، وبيع السماد بأسعار تنافسية مع الأسمدة المستوردة وذات الجودة العالية.
إنه المشروع الأول الذي ينتج نباتات البذور المسماة “GG Balls” لزيادة الوعي بأهمية الزراعة وزيادة المساحات الخضراء والتركيز على تأثير المجتمع في الحد من التلوث.
أنا متفائلة بمستقبل ريادة الأعمال البيئية في العراق بسبب زيادة الوعي في الآونة الأخيرة بين الناس، وتوجههم نحو خلق بيئة خضراء
مروة النعيمي – مؤسسة Green Gold
٣. Ecopotamia
نشأ متجر Ecopotamia من فكرة أن إنتاج المواد الصديقة للبيئة يتطلب الكثير من الطاقة والموارد الطبيعية التي تنتهي في مدافن النفايات، فمعظم المواد لا تتفكك ولا يمكن إعادة تدويرها لذا ينتهي بها الأمر لتتراكم على الأرض وتحترق في النهاية وهذا ما يتسبب في تلوث البيئة الذي يؤثر على كوكب الأرض وصحة الإنسان.
تعتقد شركة Ecopotamia إنَّ الحل لتقليل النفايات لا يتمثل في إنشائها في المقام الأول فيوفر المتجر منتجات صديقة للبيئة ومستدامة وغير سامة وبدائل بلاستيكية للاستخدام الشخصي، وتشمل المنتجات فرش أسنان من الخيزران وأكواب قابلة لإعادة الاستخدام مصنوعة من قشور الأرز المعاد تدويرها وأكياس حمل قابلة لإعادة الاستخدام مصنوعة من القطن العضوي.
تجدر الإشارة الى انه لم يتم تطوير النظام البيئي لريادة الأعمال في العراق بعد، فضعف البنية التحتية القانونية والأعباء والعمليات المطولة لإنشاء أعمال تجارية جديدة، ومحدودية الوصول إلى رأس المال من خلال البنوك، والمستثمرين التقليديين وحتى المستثمرين الملائكة، ونقص الحاضنات الموجهة نحو البيئة، وقلة التسامح مع الفشل تجعل من الصعب على أي شخص مستقل وأي رائد أعمال بدء عمل تجاري في هذا القطاع، علاوة على ذلك هناك نقص واسع في الوعي بالتقنيات المتاحة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص ويمكنني اعتبار أولئك الذين بدأوا بالفعل حلول أعمالهم البيئية على الرغم من كل العقبات كأبطال!
نشوان ظهير ، مدير CEWAS العراق
خطوات نحو عراق أخضر ومستدام
أعلن الرئيس العراقي برهم صالح العام الماضي أن الحكومة تخطط للحد من الآثار السلبية لتغير المناخ والدخول في عهد جديد من خلال الانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ، وفي كانون الثاني (يناير) 2021 وافق صالح على انضمام العراق إلى اتفاقية باريس على الرغم من أن هذا يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام ويبقى أن نرى الخطوات التي ستتخذها الحكومة على مستوى السياسة.
فاليوم ريادة الأعمال الخضراء في العراق هي قطاع جديد ومتطور وإن توليد المزيد من الوعي بالقضايا البيئية سيدعم الانتقال إلى أسلوب حياة أكثر اخضرارًا، ومع ذلك فإن تحدي السلوكيات المجتمعية الحالية سيكون أصعب شيء يمكن القيام به، وسيوفر القطاع فرصة كبيرة في الطاقات المتجددة والإدارة المستدامة للمياه وتقييم النفايات والبناء البيئي ولكن تعليم أصحاب المصلحة والشركاء المحليين سيتطلب التفاني والمثابرة خاصة بين رواد الأعمال الشباب.
ما رأيك في مستقبل ريادة الأعمال الخضراء في العراق؟ شاركنا برأيك وقم بالتعليق أدناه!