رواد الأعمال العراقيون: التحديات والفرص
ربما سمعت عن رواد الأعمال سابقاً، لكن هل سمعت عن رواد الأعمال المنفردين؟
على الرغم من أن مفهوم عبارة المنفردين قد يبدو غريباً في البداية إلا أنه في الواقع بسيط جداً، فرجل الأعمال المنفرد هو الشخص الذي يبدأ مشروعاً تجارياً بمفرده – بدون مؤسس مشارك أو موظفين، تجدر الاشارة الى إنه خيار شائع في العراق للأشخاص الذين يرغبون في الانخراط في ريادة الأعمال ولكن ليس لديهم الفريق أو الموارد اللازمة لإطلاق شركة ناشئة تقليدية.
في الماضي، أدى الاقتصاد غير المستقر في البلاد والاضطرابات السياسية إلى تقييد رواد الأعمال العراقيين، ولكن الآن بعد أن استقر العراق فإن رواد الأعمال المنفردين يبرزون كقوة جديدة في الاقتصاد العراقي، فيمكن أن يكونوا مصممين، ومصورين، ومطوري ويب، واستشاريين، ورؤساء، ومسوقين وغيرهم ، فأي شخص يريد بدء أعماله الخاصة دون الاعتماد على وجود أشخاص آخرين أو انتظار جمع فريق معين يمكنه الان الشروع كرائد اعمال منفرد.
زيادة ملحوظة في ريادة الأعمال الفردية
هناك عاملان رئيسيان أدَّيا إلى زيادة روح المبادرة الفردية، أولاً: الحاجة إلى الأمن المالي في بلد شهد سنوات من الحرب. والثاني: الرغبة في الاستقلال عن سيطرة الحكومة. فإن العراقيون يريدون وضع قواعدهم الخاصة حول الطريقة التي يعيشون بها حياتهم، مما يعني أن أصحاب الأعمال لديهم فرصة لخلق اقتصاد جديد يعكس قيمهم وأولوياتهم.
علاوة على ذلك يميل بعض رواد الأعمال العراقيين إلى روح المبادرة الفردية بسبب قضايا الثقة والخوف من أن يخذلهم الآخرون. كذلك فإن العمل الجماعي والمهارات اللينة التعاونية الأخرى لا تأتي بشكل طبيعي ولا يتم تدريسها في نظام التعليم العراقي أيضاً فهي غير بديهية بالنسبة لهم، وإن القدرة على العمل بشكل جيد مع الآخرين والقيادة غير متوفرة لدى العديد من رواد الأعمال العراقيين. ومع ذلك فقد أدت هذه العوامل أيضاً إلى أن يكونوا أكثر مرونة من رواد الأعمال الآخرين في المنطقة الذين يعملون مع الشركاء.
إن نمو المشاريع الفردية هو أيضاً أحد أعراض مشكلة أكبر، فالاقتصاد العراقي غير قادر على خلق وظائف كافية لسكانه المتزايدين، كما تقدر معدلات البطالة أن تصل إلى 14.1 ٪ بين السكان في عام 2021، و 27.2 ٪ بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24.
إيجابيات ومزايا كونك رجل أعمال منفرد
يحتاج رواد الأعمال الفرديون إلى ارتداء العديد من القبعات – اي ان يكون لديهم العديد من الجوانب الشخصية والخبرات الخاصة التي تجعلهم يلعبون أكثر من دور في آن واحد- لذا فهم يمثلون مهناً متعددة التخصصات، فقد يكونون الرئيس التنفيذي والمحاسب ومدير وسائل التواصل الاجتماعي ومندوب المبيعات جميعهم مدمجين في واحد. في حين أن هذا أمر مرهق وصعب، إلا أنه يعني أيضاً أنه يمكنهم اتخاذ القرارات بسرعة وكفاءة، لا يتعين على رواد الأعمال المنفردين القلق بشأن تفويض المهام أو العثور على موظفين جدد؛ إنهم ببساطة يقومون بمزيد من العمل بأنفسهم، يمكن أن يكون هذا مفيداً بشكل خاص لأصحاب الأعمال الجدد، الذين يحتاجون غالباً إلى وقت لبناء قاعدة عملائهم قبل توسيع أو تعيين موظفين إضافيين.
عندما تكون الشخص الوحيد المسؤول عن مستقبل شركتك ونجاحها، فقد يؤدي ذلك إلى ضغوطات هائلة، ومع ذلك فإن القادة الذين يعانون من هذا الضغط هم أكثر عرضة للتوصل إلى أفكار ومبادرات جديدة تحافظ على تقدم شركاتهم وتطورها.
سلبيات وصعوبات كونك رجل أعمال منفرد
هناك بعض الجوانب السلبية التي لا بد من التطرق لذكرها، يمكن أن يكون رواد الأعمال الفرديون منعزلين في العمل ويعملون لساعات طويلة، ولا يحصلون على الكثير من الدعم، في حين أن هناك طرقاً للتخفيف من هذه المشكلات، إلا أنها لا تزال تستحق الدراسة. إن كونك رئيساً لذاتك يعني أيضا أن تتحمل جميع المسؤوليات بنفسك -وقد يكون ذلك مرهقاً إذا كنت لا تعرف مدى جودة العمل التجاري! إذا حدث خطأ ما في منتجك أو خدمتك، فلا يوجد أي شخص آخر يمكنه المساعدة في إصلاحها.
والتحدي الأبرز هو نقص التمويل فعادة ما يكون رواد الأعمال المنفردين أقل احتمالا لزيادة الاستثمار ،لأن المستثمرين يرون أن المؤسسين الفرديين يمثلون مخاطر أعلى إذا فشلت أعمالهم، فلن يلوموا أي شخص آخر سوى أنفسهم/ و قد يكون هذا عيباً كبيراً عند التنافس مع الشركات الأخرى في السوق التي لديها إمكانية الوصول إلى التمويل والموارد.
كما يتعين على رواد الأعمال المنفردين تحمل أخطائهم وإخفاقاتهم، ولهذا السبب يعتمد رواد الأعمال الفرديون العراقيون في الغالب على المدخرات الشخصية، والقروض العائلية، وربما على دعم حاضنات ومسرعات الأعمال التي تدعم الشركات الناشئة لتلقي التوجيه والدعم المالي.
رواد الأعمال العراقيون الذين نفتخر بهم
مثال على رائد الأعمال المنفرد الناجح باسمة عبد الرحمن، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة KESK، و KESK هي شركة حلول خضراء تقدم خدمات البناء والتصميم وتقنيات الطاقة المتجددة للسوق العراقي، كانت باسمة حريصة على بدء شركتها بعد أن أدركت أن هناك نقصاً في مواد البناء الخضراء والحلول في العراق، بدأت رحلتها كمستشارة في عام 2018 ونمت الشركة من هناك.
توظف الشركة الآن حوالي 12 شخصًا وهي الشركة الناشئة الوحيدة التي تقودها النساء لتلقي استثمارات في العراق. فاز KESK بالعديد من الجوائز الدولية لحلوله المبتكرة والصديقة للبيئة. Basima الان هي مثال ملهم لما يمكن تحقيقه بشغف وتصميم وعمل شاق، لكن تذكر أنه ليس بالأمر السهل.