Tech Hub تجمع المطورين في الموصل معًا
في مدينة تسكنها أطياف القصص غير المحكية، يحدث الآن تحوّل كبير. فرغم التحديات والعقبات التي تواجهها بسبب سنوات النزاع، يظهر مشهد تقني واعد في الموصل، متحديًا أصداء الحواجز السابقة.
إن مشهد التقنية في الموصل ينمو، تقوده مبادرات مثل حاضنة شعلان مروان التقنية. وهو يجذب المواهب، ويشجع الابتكار، ويتحدى الصعاب. تتكون الحاضنة من جلسات أسبوعية تعقد ضمن جدران مختبر قاف لاب، تناقش خلالها مواضيع تتناول علم البيانات وتصميم واجهة المستخدم UX/UI وصولًا إلى تطوير الخلفية Backend والحوسبة السحابية Cloud Computing.
شعلان مروان، 26 عامًا، وهو مدير قسم هندسة البرمجيات في قاف لاب، يقول إن تِك هاب بمثابة حلم تمكن أخيرًا من تحقيقه على أرض الواقع. مسلحًا بخبرات في تقديم الدورات والإشراف على المبرمجين المبتدئين، تمكن من قيادة اثنتي عشرة جلسةً حتى الآن، واصلًا إلى أكثر من 100 عضو في هذا المجتمع.
«في تِك هاب، يجتمع المبرمجون لمشاركة أفكارهم، والتعلم من خبرات بعضهم، وحتى العمل معًا على مشاريع برمجية.»
يشرح مروان قائلًا: «نحن نغطي مواضيع متنوعة حتى يتمكن الناس من فهم قيمة كل موضوع». تغطي الجلسات أيضًا مهارات عملية ككتابة السيرة الذاتية لتمكين المبرمجين من كل الأدوات التي يحتاجونها في مسيرتهم المهنية. ويضيف قائلًا: «في تِك هاب، يجتمع المبرمجون لمشاركة أفكارهم، والتعلم من خبرات بعضهم، وحتى العمل معًا على مشاريع برمجية.»
وبينما ما يزال مشهد التكنولوجيا في الموصل في أطواره الأولى، فقد كان لبعض المبادرات مثل برنامج ينهض التابع للمحطة والدورات المتعددة لمساحة الموصل تأثير عظيم على المجتمع في السنوات الثلاث الأخيرة، ما أدى إلى إطلاق أول موجة من مطوري الويب وعدد لا بأس به من الشركات الناشئة الطموحة. ولكن، مع التراجع الأخير في التمويل الدولي والافتقار إلى التعليم عالي الجودة، فإن قطاع التكنولوجيا ما يزال بعيدًا عن مرحلة النضج. من خلال دعم تِك هاب، وتقديم المساحة والإنترنت السريع، فإن قاف لاب، الذي انضم حديثًا إلى شبكة إرادة، يحاول سد الفجوة وتقديم أفق ازدهار لنمو المطورين وتعلمهم معًا.
قال مروان: «أظهر تك هاب قدرةً واعدةً على النجاح منذ بدايته»، وتابع: «حصل العديد من الأعضاء على المنح وبدأوا بالعمل الحر. إن مجموعة الحاضنة التقنية تِك هاب نشطة دائمًا، إذ يشارك المطورون فرص العمل ويتعاونون يوميًا».
يأمل مروان بزيادة وصول تِك هاب الحالي وإلهام المتحمسين للتكنولوجيا في المحافظات العراقية الأخرى لإطلاق الحاضنات التقنية الخاصة بهم، مع تعليم أقرانهم في الوقت نفسه عن أحدث التوجهات والمواضيع في المجال. يشرح مروان: «أظن أن فكرة الحاضنة التقنية يمكن أن تنتشر انتشارًا كبيرًا»، وتلمع عيناه حماسةً وهو يضيف: «أنا أؤمن بأثر الفراشة. سوف نساعد الناس على اكتساب المهارات الصحيحة، وتحسين مهاراتهم، ونجهز المجتمعات المحلية لتحول رقمي تقوده الحكومة».
تمثل مبادرات مثل تِك هاب مشاريع متجذرة في المجتمعات المحلية لإحداث تغيير إيجابي في القطاع الخاص للمدينة. وبروح الإصرار والتعطش للمعرفة، يمهد المشهد التقني في الموصل الطريق لمستقبل مثير، سطرًا برمجيًا وراء الآخر.